بدأت فكرة العيادة المتنقلة مع بداية نزوح المدنيين من اعزاز وريفها الى مخيم باب السلامة والبوابة الحدودية، حيث لم يعد هناك دكاترة اسنان بشكل كبير في سوريا فالجميع هرب من الحرب الى الدول المجاورة او هاجر الى أوروبا. يقول الدكتور مهند قبطور (٣٦ عاما ) من مدينة اعزاز شمالي حلب، حاصل على اجازة بطب الاسنان من جامعة حلب ، ان عمله في السيارة المتنقلة بدأ منذ ما يقارب الخمسة اشهر قبلها عمل الدكتور بشكل متنقل ضمن المخيمات، “الفكرة قديمة حيث كان لدينا جهاز بدائي يعمل على دينمو الكهرباء وكنت اضع المريض على كرسي الجلوس العادي من اجل علاج المرضى ضمن المخيمات الذين يبلع عددهم الآلاف”. الآلاف من الدكاترة هاجزوا “عددنا قليل ممن بقي هنا حيث تعرضنا للكثير من المضايقات والقصف والملاحقة حين كانت داعش في المنطقة تمت ملاحقتي بتهمة علاج النساء حيث سيطر عناصر داعش على عيادتي الشخصية بمحتوياتها”، ويضيف الدكتور قبطور “كانت السيارة التي قدمت لنا من قبل منظمةIDA (منظمة الاطباء المستقلين) كهدية من السماء بالنسبة لنا بعد معاناة طويلة، نعالج يوميا في العيادة المتنقلة ما يقارب الثلاثين حالة من الاطفال والنساء والرجال”. تقوم العيادة بعلاج الالاف من اللاجئين في المخيمات على الحدود السورية التركية في المنطقة المجاورة لباب السلامة الحدودي مع تركيا، حيث يقوم الأطباء في العيادة بخلع الاسنان وعلاجها ووضع الحشوات وعلاج العصب، كما تقوم ببعض الجراحات الوسطى والبسيطة. العلاج بشكل كامل مجاني حيث ان دعم منظمة الاطباء المستقلين هو من يقوم بتغطية التكاليف والنفقات، يقول الدكتور مهند ان “اكثر الصعوبات التي كانت تواجهنا ولكنها توقفت في الفترة الاخيرة هو موضوع القصف من قبل الطيران الحربي، اليوم يمكن اعتبار المنطقة آمنة نوعا، نحن نغطي من خلال عملنا المخيمات التي لا يوجد فيها عيادة سنية وبالأخص مخيمي الريان ومخيم شمارخ بريف حلب شمالي سوريا، المنظمة الداعمة تقدم لنا الدعم من حيث المواد ومن حيث دعم السيارة وتكاليفها ومن حيث الرواتب الخاصة بنا”. يضيف الدكتور مهند “طب الاسنان تضرر بشكل كبير نتيجة الحرب في سوريا والنزوح المتكرر ونزوح الاطباء ايضا ما دعا الكثيرين للاستغناء عن الطبيب بالمسكنات وغيرها من الامور، حيث تأتينا الكثير من الحالات المتفاقمة نتيجة الاهمال بسبب النزوح وعدم وجود طبيب، انا اعمل في المشروع انا والممرضة فقط طموحنا ان يكون في المستقبل لدينا عدد كافي من السيارات والتي نستطيع من خلالها ان نصل الي كل مكان في سوريا ونعالج المرضى الذين حرموا من العلاج نتيجة الحرب والقتال”.
الصور ملتقطة بتاريخ ٢٩/١٢/٢٠١٦