ملابس موحدة نظيفة، وعلى ظهورهم حقائبهم المدرسية، يطبعون قبلات الوداع على وجوه أهاليهم وينطلقون.
منهم من يتجه نحو مدرسته مشياً على الأقدام لقربها من منازلهم، وآخرون ينتظرون الباصات لتقلهم إليها.
يدخلون المدرسة، يؤدون التحية الصباحية ويجلس كل منهم على مقعده الدراسي.
ذلك باختصار مشهد مثالي لطلاب المدارس في أغلب الدول، ولكن بالتأكيد ليس في سوريا.
فهنا الوضع مختلف تماماً، فرضته الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 8 سنوات، فالمحظوظ من أتيح له الذهاب إلى المدرسة بعد حجم الدمار الهائل والنزوح والتشرد الذي تعرضت له البلاد.
بالنسبة للكثيرين لا يهم إن كانت هذه المدرسة في مغارة أو في كرافان أو في باص متنقل.
ولا يهم إن كان يضم الصف الواحد أطفالاً من أعمار مختلفة، وبالتأكيد لا مكان للملابس الموحدة هنا فهي "رفاهية" لا داعي لها.
المهم أن يتلقى الأطفال التعليم في بلد نصف أطفاله لا يعرفون غير الحرب.
المغارة المدرسةلا رعب هنا من قصف الطيران!
المكان: ريف إدلب الجنوبي، بلدة ترملة
اسم المدرسة: لا يوجد، لكن يطلق عليها الطلاب اسم "المغارة"
أوقات الدوام: صباحاً ومساءً
عدد الطلاب: 120 طالباً
أولاً للدخول إلى هذه المغارة عليك خلع حذاءك تماماً ككل الطلاب هنا، فلا مقاعد مدرسية ولا كراسي للجلوس، فقط سجادة متواضعة تم مدها على الأرض ليجلس عليها 60 طالباً.
فالمدرسة تستقبل 120 طالباً على فترتين، صباحية ومسائية.
أما في آخر اليوم، تتحول هذه المغارة إلى منزل ينام فيه مجموعة شباب نزحوا من ريف حماة الشمالي، وهم من أخذوا على عاتقهم تحويل المغارة إلى مدرسة.
ليس وحدهم من تطوع لهذه المهمة، بل المدرسين أيضاً الذين يقومون بتعليم الطلاب الرياضيات، واللغة الانجليزية والتربية الاجتماعية والدينية.
يعيش الطلاب في أماكن قريبة من المغارة في خيم تتربع على إحدى تلال بلدة ترملة بريف إدلب الجنوبي، لجؤوا إليها مع أهاليهم بعد النزوح من بلدة كفرنبودة في ريف حماة نتيجة القصف الذي دمر منازلهم.
في هذا الصف ستجد لوحاً أبيض اللون معلق على أحد جدرانها، وشريطاً متهالك يحمل لمبة صغيرة لإنارة المكان.
يضم هذا الصف أطفالاً من مختلف الأعمار، ما يفرض تحدياً على المدرسين خلال شرح المعلومات فالمناهج الدراسية لا تناسب الجميع في نفس المستوى.
لقراءة التقرير كاملاً يرجى التواصل معنا عبر الايميل التالي [email protected]